التسويف هو التأجيل المستمر للعمل، وإهمال الإنجاز والإنتاجية، مما قد يلحق ضرراً بالغاً بالمُسوِّف. لذا دعونا نتعرف معاً على التسويف وأسبابه وعلاجه والوقاية منه.
تعتبر مشكلة التسويف اليوم من أكبر المشاكل التي يعاني منها البشر، وخاصة الشباب في بداية حياتهم العلمية والعملية، الذين يعيشون في منطقة الراحة والخوف الدائم من الفشل، والذين هم في الغالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لأن التسويف في هذه الأيام انتشر بشكل كبير وأصبح موضوعًا ساخنًا يتحدث عنه الناس.
ما هو التسويف؟
التسويف هو التركيز على منطقة الراحة الخاصة بك خوفًا من الفشل أو الخوف الاجتماعي.
أو هو تأجيل العمل أو المهام والقيام بمهام غير مهمة من أجل الهروب من القلق والتوتر المرتبط بالعمل أو المهام المهمة.
ويعرفه ويليام كناوس على النحو التالي. "الانشغال أو التشتت قبل القيام بمهمة كبيرة يجب القيام بها، وإقناع النفس بإمكانية تأجيلها، وإضاعة الوقت بالاستمرار في تأجيلها، والفشل في إنجاز المهمة".
وقد ركز العلماء في السنوات الأخيرة على هذه المشكلة، وأجروا الكثير من الأبحاث حول التسويف وأسبابه وعلاجه وكيفية الوقاية منه، حيث ينتشر بين الشباب بشكل خاص.
التسويف في الإسلام
لقد عالج الإسلام مشكلة التسويف وأسبابها وعلاجها والوقاية منها. وقد ذكر أئمة الصوفية أن التسويف من مداخل الشيطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اعملوا الخير سبع مرات: فقر منسي، وغنى مطغي، ومرض مفسد، وهرم مفند، وموت مجهز، ودجال مفسد، وشر مستطير، وشر غائب ينتظر، أو, الدهر أفظع". قَالَ
ويقول أهل القرآن الكريم: إن التسويف من جنود الشيطان، ويقول الإمام ابن عطاء الله السكندري في حكمه: "إن ترك الفعل إلى حضور الفراغ من قسوة النفس". ويقول الإمام عبد المجيد الشنوبي الغزالي في شرح هذه الحكمة الجميلة:" وبعبارة أخرى: "إن من غباوة النفس الرجوع إلى الأعمال الصالحة عند فراغها من أمور الدنيا". وذلك لما فيه من إيثار الدنيا على الآخرة، لأن أمور الدنيا لا نهاية لها، ولا ينتهي أحد من دنياه إلى آخرته، ولا ينال أحد من دنياه إلا ما يخصه".
أسباب التسويف
تتعدد أسباب التسويف، وتختلف هذه الأسباب من شخص إلى آخر بحسب طبيعته، فمنها أسباب فسيولوجية وأخرى نفسية.
أولاً، الأسباب الفسيولوجية:
قد يرجع التسويف عند بعض الأشخاص إلى خلل وظيفي في القشرة الأمامية للدماغ، التي تتحكم في التشتت والتخطيط والتنظيم وتحفيز أجزاء أخرى من الدماغ، وفي هذه الحالة تكون مراجعة الطبيب هي الحل الأمثل لحل المشكلة.
ثانياً، هناك أسباب نفسية:
الأسباب النفسية كثيرة وتختلف من شخص لآخر:
- القلق أو الخوف من المغامرة أو العمل المهم، الخوف من الفشل، الخوف من المجهول.
- عدم الشعور بالسعادة والمكافآت السريعة، خاصة في الأهداف طويلة المدى.
- عدم القدرة على تحديد الأولويات وتنظيم الوقت.
- كثرة الأهداف والطموحات مما يجعلها غير منظمة.
- عدم القدرة على إدراك وتقدير إمكاناتهم الخاصة.
- ضعف الإرادة بسبب عدم إدراك قيمة الطموح.
- كيفية القضاء على التسويف والمماطلة.
للقضاء على التسويف والمماطلة، هناك العديد من الحلول التي يمكن من خلالها حل المشكلة وعلاجها بسهولة.
1 معرفة الأسباب الحقيقية للمماطلة والتسويف
من المهم معرفة الأسباب الحقيقية للتسويف والمماطلة. فبعض أسباب المماطلة تكون فسيولوجية، والبعض الآخر تكون نفسية، مثل التنظيم وترتيب الأولويات.
2 تحديد الأولويات، ثم تحديد أولويات المهام.
يعد تحديد الأولويات والمسؤوليات والمهام من أهم الأمور التي يجب القيام بها لتجنب الارتباك والتوتر.
3 تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر.
من الضروري تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام يومية أصغر حتى لا يشعر الأفراد بالإرهاق والازدحام.
4 الابتعاد عن المشتتات، خاصة أثناء العمل.
يعد الابتعاد عن المشتتات أحد أكثر أسباب المماطلة شيوعًا.
5 كافئ نفسك عند الانتهاء من مهمة ما.
لتحفيز نفسك على إكمال المهام، حدد لنفسك مكافآت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية قبل البدء في مهمة ما واحصل عليها بعد الانتهاء من جميع المهام.
6 استخدم قاعدة الخمس ثوانٍ.
من القواعد الفعالة لإكمال المهام والتي تحقق نتائج رائعة هي العد من واحد إلى خمسة وإكمال المهمة على الفور.
7 استخدم قاعدة بومودورو.
يمكن تقسيم المهام الصغيرة في اليوم الواحد إلى عدة أجزاء، بحيث يستغرق كل جزء 30 دقيقة فقط، مع تخصيص 25 دقيقة للعمل و5 دقائق للاستراحة.
8 نظّم وقتك.
إدارة الوقت هي إحدى أكثر الطرق فعالية للقضاء على المماطلة. وذلك لأن تنظيم المهام وترتيبها على مدار اليوم يرسل إشارات إلى الدماغ بأن الأمر سهل.
كيفية منع المماطلة.
الوقاية خير من العلاج. لذا فإن أفضل طريقة للوقاية من المماطلة هي الصحة النفسية، وعندما تكون الصحة النفسية جيدة، يكون كل شيء على ما يرام.
1 استيقظ مبكراً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بُورِكَ لأمتي في بكورها".
2 التقرب إلى الله عز وجل، وذكره بصوت مرتفع، والاستعانة به على أداء العمل.
3 ممارسة الرياضة بشكل يومي. فلها العديد من الفوائد النفسية والجسدية.
4 التخلص من العادات السلبية التي تؤثر عليك في أسرع وقت ممكن.
الخلاصة.
يمكنك القيام بالخطوة الأولى والتدرج في الخطوات المتبقية من خلال التنظيم والترتيب وإدارة وقتك بفعالية.
وهكذا نكون قد عرّفنا بالتسويف وأسبابه وعلاجه والوقاية منه.
كما ننصحك ببعض الكتب التي تساعدك على التخلص من التسويف.
- كتاب توقف عن المماطلة وابدأ العمل.
- ابدأ بالأشياء الصعبة ولكن المهمة انقر هنا للحصول على ملخص الكتاب.
قد يهمك أيضاً قراءة:
- هل تريد معرفة أفضل الطرق لتنظيم وقتك؟
- كيفية تطوير عادات جيدة، ملخص كتاب العادات الذرية.
- ملخص كتاب العادات السبع.